عمالقة الذكاء الاصطناعي الصينيون المجهولون

في حين أن الضجة المحيطة بـ DeepSeek يتردد صداها في جميع أنحاء وادي السيليكون و وول ستريت، هناك مجموعة من الكيانات القوية، ولكن الأقل شهرة، تعمل بهدوء على تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي في الصين. هؤلاء هم “النمور الستة” - وهو لقب يتم تداوله في الدوائر التقنية الصينية للإشارة إلى القوى الحقيقية الدافعة لثورة الذكاء الاصطناعي في البلاد.

تضم هذه المجموعة الحصرية Zhipu AI و Moonshot AI و MiniMax و Baichuan Intelligence و StepFun و 01.AI. يتميز كل منهم بفريق هائل من المخضرمين القادمين من عمالقة التكنولوجيا مثل Google و Huawei و Microsoft و Baidu و Tencent. مسلحين بالخبرة والطموح، يقومون بتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تتحدى بشكل مباشر نظيراتها الغربية، وتتنافس على التفوق في ساحة الذكاء الاصطناعي العالمية.

Zhipu AI

تأسست Zhipu AI في عام 2019 على يد اثنين من الأساتذة المتميزين من جامعة Tsinghua، وبرزت كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي متعدد اللغات الصيني. تتضمن حافظة الشركة ChatGLM، وهو روبوت محادثة متطور، و Ying، وهي أداة مبتكرة لإنشاء الفيديو مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

في أغسطس الماضي، كشفت Zhipu النقاب عن نموذج GLM-4-Plus الخاص بها، والذي أثار مقارنات مع GPT-4o الخاص بـ OpenAI لأدائه المثير للإعجاب. أطلقت الشركة أيضًا GLM-4-Voice، وهو نموذج ذكاء اصطناعي للمحادثة قادر على إجراء حوارات باللغتين الماندرين والإنجليزية، وتقليد الانعطافات الشبيهة بالبشر واللهجات الإقليمية.

على الرغم من براعتها التكنولوجية، واجهت Zhipu مؤخرًا رياحًا معاكسة حيث أضافتها الحكومة الأمريكية إلى قائمة القيود التجارية الخاصة بها. ومع ذلك، حصلت الشركة على أكثر من 140 مليون دولار من التمويل في وقت سابق من هذا الشهر، بمشاركة من Alibaba و Tencent وصناديق مدعومة من الدولة، مما يدل على استمرار ثقة المستثمرين.

Moonshot AI

تأسست Moonshot AI في عام 2023، وهي نتاج آخر لجامعة Tsinghua، على يد Yang Zhilin، وهو باحث له جذور أكاديمية في جامعة Carnegie Mellon.

اكتسب المنتج الرئيسي للشركة، Kimi AI، شعبية سريعة، حيث حصل على مكان بين أفضل 5 روبوتات محادثة استخدامًا في الصين. اعتبارًا من نوفمبر 2023، قدرت Counterpoint Research قاعدة المستخدمين النشطين شهريًا لـ Kimi بحوالي 13 مليون مستخدم. تتمثل الميزة البارزة في Kimi في قدرتها على معالجة استعلامات تصل إلى 2 مليون حرف صيني، مما يدل على قدراتها المتقدمة في معالجة اللغة الطبيعية.

تبلغ قيمة Moonshot AI 3.3 مليار دولار، وتتمتع أيضًا بدعم من Alibaba و Tencent، مما يزيد من ترسيخ مكانتها في مشهد الذكاء الاصطناعي التنافسي.

MiniMax

تأسست MiniMax في عام 2021 على يد باحث الذكاء الاصطناعي Yan Junjie، وتشتهر بـ Talkie، وهو روبوت محادثة يتيح للمستخدمين التفاعل مع شخصيات افتراضية، تتراوح من المشاهير إلى الشخصيات الخيالية.

تم إطلاق التطبيق في الأصل باسم Glow في عام 2022، وتم تغيير علامته التجارية لاحقًا إلى Xingye في الصين و Talkie دوليًا. ومع ذلك، تمت إزالته من متجر تطبيقات الولايات المتحدة في ديسمبر بسبب “أسباب فنية” غير محددة، وفقًا لـ South China Morning Post.

طورت MiniMax أيضًا Hailuo AI، وهي أداة لإنشاء مقاطع فيديو من النص. وصلت قيمة الشركة إلى 2.5 مليار دولار بعد جولة تمويل بقيمة 600 مليون دولار بقيادة Alibaba في مارس من العام السابق.

Baichuan Intelligence

أسست Baichuan Intelligence في مارس 2023، وجمعت فريقًا من المهنيين المتمرسين ذوي الخبرة في Microsoft و Huawei و Baidu و Tencent.

أصدرت الشركة الناشئة نموذجين لغويين مفتوح المصدر، Baichuan-7B و Baichuan-13B، في عام 2023. تم تدريب هذه النماذج على بيانات متعددة اللغات وتدعم مجالات مختلفة، بما في ذلك المعرفة العامة والرياضيات والبرمجة والترجمة والقانون والطب.

في يوليو، نجحت Baichuan في جمع 687.6 مليون دولار، مما زاد من قيمتها إلى أكثر من 20 مليار يوان (حوالي 2.8 مليار دولار). وشملت جولة التمويل مشاركة من Alibaba و Tencent وصناديق استثمار مملوكة للدولة.

StepFun

StepFun هي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مقرها في شنغهاي، أسسها Jiang Daxin، نائب الرئيس الأول السابق لشركة Microsoft، في عام 2023. على الرغم من عمر الشركة الصغير نسبيًا، فقد حققت خطوات كبيرة من خلال إطلاق 11 نموذجًا أساسيًا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لمعالجة الصور ومعالجة الصوت وتطبيقات الوسائط المتعددة.

من بين هذه النماذج، يبرز Step-2. يتميز هذا النموذج اللغوي بمليار معلمة ويصنف حاليًا جنبًا إلى جنب مع نماذج من DeepSeek و Alibaba و OpenAI على لوحة LiveBench، والتي تقيم أداء النماذج اللغوية الكبيرة في الوقت الفعلي.

في ديسمبر من العام الماضي، جمعت StepFun مئات الملايين من الدولارات في جولة تمويل من السلسلة B، بدعم من Fortera Capital، وهو صندوق أسهم خاصة مملوك للدولة.

01.AI

تأسست 01.AI في عام 2023 على يد Kai-Fu Lee، وهو مسؤول تنفيذي مخضرم عمل سابقًا في Apple و Microsoft و Google، وهي لاعب بارز في حركة الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر في الصين. النماذج الأساسية للشركة هي Yi-Lightning و Yi-Large.

تم إصدار كلا النموذجين كمصدر مفتوح وسرعان ما أصبحا معترف بهما كنماذج ذات أداء عالٍ على مستوى العالم، وتتفوق في الكفاءة اللغوية والاستدلال والفهم السياقي.

يُعد Yi-Lightning جديرًا بالملاحظة بشكل خاص لتدريبه الفعال من حيث التكلفة. وفقًا لمنشور Kai-Fu Lee على LinkedIn، تم تدريب النموذج باستخدام 2000 وحدة معالجة رسومات Nvidia H100 فقط لمدة شهر واحد، وهو أقل بكثير من Grok 2 الخاص بـ xAI، مع تحقيق أداء مماثل.

من ناحية أخرى، تم تصميم Yi-Large لإجراء محادثات طبيعية شبيهة بالبشر، ودعم كل من اللغتين الصينية والإنجليزية. وهذا يجعله أداة متعددة الاستخدامات لمختلف التطبيقات، من خدمة العملاء إلى إنشاء المحتوى.

يمثل “النمور الستة” قوة هائلة في مشهد الذكاء الاصطناعي الصيني. إن مزيجهم من المواهب ذات الخبرة والتكنولوجيا المبتكرة والتمويل الاستراتيجي يجعلهم متنافسين رئيسيين في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. في حين أن DeepSeek قد حظيت باهتمام كبير، فإن هذه الشركات الست تبني بهدوء الأساس لمستقبل الذكاء الاصطناعي في الصين، وتشكل الصناعة بنماذجها المتطورة ورؤيتها الاستراتيجية. إنهم يظهرون اتساع وعمق تطوير الذكاء الاصطناعي داخل الصين، ويسلطون الضوء على نظام بيئي تنافسي يعزز الابتكار ويتحدى هيمنة عمالقة الذكاء الاصطناعي الغربيين. مع استمرارهم في التطور وتوسيع قدراتهم، فإن النمور الستة على استعداد للعب دور بارز بشكل متزايد في ساحة الذكاء الاصطناعي العالمية.

يتسم المشهد التنافسي للذكاء الاصطناعي في الصين بالتعاون والتنافس على حد سواء. في حين أن النمور الستة تتنافس على حصة السوق والمواهب، إلا أنها تستفيد أيضًا من نظام بيئي داعم يشمل التمويل الحكومي والوصول إلى مجموعات بيانات واسعة وثقافة الابتكار. تعزز هذه البيئة الديناميكية التطور السريع وتسمح لشركات الذكاء الاصطناعي الصينية بالتكيف بسرعة مع متطلبات السوق المتغيرة.

كما أن نجاح هذه الشركات مدفوع بقدرتها على الاستفادة من المزايا الفريدة للصين. وتشمل هذه المزايا سوقًا محليًا ضخمًا، ومجموعة كبيرة من المواهب الهندسية، والسياسات الحكومية التي تعطي الأولوية لتطوير الذكاء الاصطناعي. من خلال التركيز على احتياجات السوق الصينية وتكييف تقنياتها مع الظروف المحلية، تمكنت النمور الستة من اكتساب ميزة تنافسية على نظيراتها الغربية.

ومع ذلك، تواجه هذه الشركات أيضًا تحديات كبيرة. وتشمل هذه التحديات زيادة التدقيق التنظيمي، والمنافسة المتزايدة من عمالقة التكنولوجيا الراسخين، والمخاوف بشأن خصوصية البيانات وأمنها. سيكون التغلب على هذه التحديات أمرًا بالغ الأهمية لاستمرار نجاحها.

كما أن صعود النمور الستة له آثار أوسع على مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي. مع استمرار شركات الذكاء الاصطناعي الصينية في الابتكار وتوسيع نطاق وصولها، فإنها تتحدى هيمنة الشركات الغربية وتعيد تشكيل توازن القوى العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في السنوات القادمة، حيث تستثمر الصين بكثافة في الذكاء الاصطناعي وتسعى إلى أن تصبح رائدة عالمية في هذا المجال.

العوامل الدافعة وراء صعود النمور الستة

هناك عدة عوامل رئيسية ساهمت في الصعود الملحوظ للنمور الستة في مشهد الذكاء الاصطناعي الصيني.

  • دعم حكومي قوي: وضعت الحكومة الصينية الذكاء الاصطناعي كأولوية استراتيجية وطنية، وضخ استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، فضلاً عن توفير سياسات داعمة لتعزيز نمو شركات الذكاء الاصطناعي المحلية. يشمل هذا الدعم التمويل المباشر والإعانات والإعفاءات الضريبية، بالإضافة إلى إنشاء مناطق الذكاء الاصطناعي ومراكز الابتكار.

  • مجموعة المواهب الهندسية الضخمة: تمتلك الصين مجموعة كبيرة من المهندسين وعلماء الكمبيوتر والباحثين المدربين تدريباً عالياً، والتي توفر للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من المواهب للاستفادة منها. يتم تخريج العديد من هؤلاء الأفراد من الجامعات المرموقة في الصين، وغالباً ما يكون لديهم خبرة في العمل في شركات التكنولوجيا الرائدة في جميع أنحاء العالم.

  • الوصول إلى مجموعات بيانات واسعة: يتطلب تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي القوية الوصول إلى كميات هائلة من البيانات، وتتمتع الشركات الصينية بميزة في هذا الصدد بسبب عدد سكان البلاد الهائل والتبني الواسع النطاق للتكنولوجيا الرقمية. يسمح هذا للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بتدريب نماذجها على مجموعات بيانات كبيرة ومتنوعة، مما يحسن دقتها وأدائها.

  • بيئة تنظيمية مواتية: في حين أن الحكومة الصينية تفرض رقابة تنظيمية متزايدة على صناعة التكنولوجيا، إلا أنها كانت بشكل عام داعمة لنمو شركات الذكاء الاصطناعي، وخاصة تلك التي تركز على تطوير التقنيات الأساسية وتلبية الاحتياجات المحلية. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن المشهد التنظيمي يتطور باستمرار، ويجب على شركات الذكاء الاصطناعي الصينية أن تظل يقظة بشأن الامتثال للوائح الجديدة.

  • ثقافة الابتكار وريادة الأعمال: تتمتع الصين بثقافة ريادة الأعمال النابضة بالحياة، مع تركيز قوي على الابتكار وتطوير التقنيات الجديدة. وقد أدى ذلك إلى ظهور العديد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تسعى إلى معالجة تحديات العالم الحقيقي وخلق فرص جديدة في مختلف القطاعات.

التحديات التي تواجه النمور الستة

على الرغم من نجاحها الملحوظ، تواجه النمور الستة عددًا من التحديات التي يجب عليها التغلب عليها للحفاظ على نموها ومكانتها التنافسية.

  • منافسة متزايدة: يشهد مشهد الذكاء الاصطناعي في الصين تنافسية متزايدة، حيث تدخل الشركات الناشئة الجديدة باستمرار إلى السوق وتتحدى اللاعبين الحاليين. بالإضافة إلى ذلك، تتنافس النمور الستة مع عمالقة التكنولوجيا الراسخين مثل Baidu و Alibaba و Tencent، الذين لديهم موارد مالية كبيرة وخبرة واسعة.

  • قيود على الوصول إلى المواهب: في حين أن الصين لديها مجموعة كبيرة من المواهب الهندسية، إلا أن هناك نقصًا في المتخصصين في الذكاء الاصطناعي ذوي الخبرة، وخاصة أولئك الذين لديهم مهارات متقدمة في مجالات مثل التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية. يمكن أن يجعل ذلك من الصعب على شركات الذكاء الاصطناعي توظيف أفضل المواهب والاحتفاظ بها.

  • المخاوف بشأن خصوصية البيانات وأمنها: مع ازدياد أهمية الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، هناك مخاوف متزايدة بشأن خصوصية البيانات وأمنها. يجب على شركات الذكاء الاصطناعي الصينية التأكد من أنها تجمع وتستخدم البيانات بطريقة مسؤولة وأخلاقية، وأنها تتخذ تدابير قوية لحماية بيانات المستخدم من الوصول غير المصرح به.

  • تدقيق تنظيمي متزايد: في حين أن الحكومة الصينية كانت بشكل عام داعمة لنمو شركات الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تفرض رقابة تنظيمية متزايدة على صناعة التكنولوجيا، وخاصة فيما يتعلق بخصوصية البيانات وأمنها. يجب على شركات الذكاء الاصطناعي الصينية البقاء على اطلاع دائم باللوائح الجديدة والامتثال لها لتجنب العقوبات والإضرار بسمعتها.

  • القيود التجارية والسياسية: أدت التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة إلى قيود تجارية وسياسية تؤثر على شركات الذكاء الاصطناعي الصينية. على سبيل المثال، تم وضع بعض شركات الذكاء الاصطناعي الصينية في القائمة السوداء من قبل الحكومة الأمريكية، مما يحد من وصولها إلى التقنيات والمكونات الأمريكية.

الآثار المترتبة على مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي

إن صعود النمور الستة له آثار كبيرة على مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.

  • زيادة المنافسة العالمية: تتحدى شركات الذكاء الاصطناعي الصينية هيمنة الشركات الغربية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى زيادة المنافسة العالمية والابتكار. تدفع هذه المنافسة الشركات من جميع أنحاء العالم إلى الاستثمار بشكل أكبر في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وتسريع وتيرة التقدم التكنولوجي.

  • نقل القوة إلى آسيا: يعكس صعود النمور الستة نقل القوة من الغرب إلى آسيا في مجال الذكاء الاصطناعي. تستثمر الصين بكثافة في الذكاء الاصطناعي وتضع لنفسها هدفًا طموحًا لتصبح رائدة عالمية في هذا المجال بحلول عام 2030.

  • تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المخصصة: تركز شركات الذكاء الاصطناعي الصينية على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المخصصة التي تلبي الاحتياجات المحددة للسوق الصينية. وقد أدى ذلك إلى ظهور حلول مبتكرة في مجالات مثل الدفع عبر الهاتف المحمول والتجارة الإلكترونية والتجارة الاجتماعية، والتي تلبي الاحتياجات الفريدة للمستهلكين الصينيين.

  • مخاوف أخلاقية وتنظيمية: يثير صعود الذكاء الاصطناعي في الصين أيضًا مخاوف أخلاقية وتنظيمية، خاصة فيما يتعلق بخصوصية البيانات وأمنها. تختلف الصين عن الدول الغربية فيما يتعلق بسياسات الخصوصية واستخدام البيانات. لا تزال هناك أسئلة مفتوحة حول كيفية إدارة شركات الذكاء الاصطناعي الصينية للبيانات وكيفية تنظيم أنشطتها.

  • التعاون الدولي: على الرغم من المنافسة، هناك أيضًا إمكانية للتعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي. يمكن للدول التعاون في مجالات مثل البحث والتطوير وتحديد المعايير ومشاركة أفضل الممارسات.

مستقبل النمور الستة

يبدو مستقبل النمور الستة واعدًا، ولكن هناك أيضًا تحديات يجب عليها التغلب عليها.

  • استمرار النمو والابتكار: من المتوقع أن تستمر النمور الستة في النمو والابتكار في السنوات القادمة، مدفوعة بالدعم الحكومي القوي والوصول إلى مجموعة المواهب الهندسية الضخمة وبيئة ريادة الأعمال النابضة بالحياة. من المرجح أن تركز هذه الشركات على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في مجالات مثل التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية.

  • التوسع العالمي: من المرجح أن تسعى النمور الستة إلى التوسع عالميًا في السنوات القادمة، من خلال إقامة شراكات مع شركات أجنبية والاستثمار في الأسواق الخارجية. ستكون هذه الشركات قادرة على جلب تقنياتها وخبراتها إلى أسواق جديدة والمساهمة في تطوير الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

  • التركيز على الاستدامة: مع ازدياد وعي العالم بتغير المناخ والقضايا البيئية الأخرى، من المرجح أن تركز النمور الستة بشكل أكبر على الاستدامة في السنوات القادمة. ستسعى هذه الشركات إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تساعد في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة استخدام الموارد.

  • التعاون مع الجامعات ومراكز البحوث: من المرجح أن تتعاون النمور الستة بشكل أوثق مع الجامعات ومراكز البحوث في السنوات القادمة، من أجل الاستفادة من أحدث الاكتشافات العلمية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة. سيساعد هذا التعاون على ضمان بقاء النمور الستة في طليعة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.

  • تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول: في نهاية المطاف، يجب على النمور الستة التأكد من أنها تطور الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية. يجب على هذه الشركات أن تضع في اعتبارها الآثار المترتبة على تقنياتها على المجتمع وأن تعمل على ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة الناس وليس للإضرار بهم.

إن النمور الستة هي قوة صاعدة في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي. بفضل الدعم الحكومي القوي والمواهب الهندسية الهائلة وبيئة ريادة الأعمال النابضة بالحياة، فإن هذه الشركات مستعدة لتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصين وخارجها.

في الختام، تمثل النمور الستة قوة هائلة في مشهد الذكاء الاصطناعي الصيني. إن مزيجهم من المواهب ذات الخبرة والتكنولوجيا المبتكرة والتمويل الاستراتيجي يضعهم كمنافسين رئيسيين في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. في حين أن DeepSeek قد حظيت باهتمام كبير، فإن هذه الشركات الست تبني بهدوء الأساس لمستقبل الذكاء الاصطناعي في الصين، وتشكل الصناعة بنماذجها المتطورة ورؤيتها الاستراتيجية. إنهم يظهرون اتساع وعمق تطوير الذكاء الاصطناعي داخل الصين، ويسلطون الضوء على نظام بيئي تنافسي يعزز الابتكار ويتحدى هيمنة عمالقة الذكاء الاصطناعي الغربيين. مع استمرارهم في التطور وتوسيع قدراتهم، فإن النمور الستة على استعداد للعب دور بارز بشكل متزايد في ساحة الذكاء الاصطناعي العالمية.