سنغافورة وفرنسا تعززان التعاون في الذكاء الاصطناعي

تعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي: فصل جديد

يهدف التعاون بين سنغافورة وفرنسا إلى دفع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) إلى آفاق جديدة. ومن بين التطورات الملحوظة إنشاء مكتب في سنغافورة من قبل شركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية الناشئة “ميسترال إيه آي” (Mistral AI). ويؤكد هذا التحرك الأهمية المتزايدة لسنغافورة كمركز للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.

مذكرة تفاهم مع شركة “إس تي إنجنيرنج” (ST Engineering): وقعت “ميسترال إيه آي” أيضاً مذكرة تفاهم مع “إس تي إنجنيرنج”، وهي مجموعة سنغافورية متخصصة في التكنولوجيا والدفاع والهندسة. ويركز هذا التعاون على هندسة الذكاء الاصطناعي التطبيقية، والاستفادة من خبرة “ميسترال إيه آي” في نماذج الذكاء الاصطناعي وقدرات “إس تي إنجنيرنج” الهندسية لتطوير حلول مبتكرة لمختلف الصناعات.

شراكة مع وكالة العلوم والتكنولوجيا التابعة لوزارة الداخلية (HTX): لزيادة تعزيز النظام البيئي للذكاء الاصطناعي، دخلت وكالة العلوم والتكنولوجيا التابعة لوزارة الداخلية السنغافورية (HTX) في شراكة مع “ميسترال إيه آي”. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) داخل عمليات وزارة الداخلية، وتحسين الكفاءة والفعالية في مجالات مثل السلامة العامة والأمن.

شركة “إيرباص” (Airbus) وشبكة الجيل الخامس غير الأرضية (5G-Non-Terrestrial Network): تلعب شركة “إيرباص”، وهي شركة عالمية رائدة في مجال الطيران، أيضاً دوراً حاسماً في هذا التعاون. وستعمل الشركة مع مجلس التنمية الاقتصادية السنغافوري (EDB) وهيئة تطوير الإعلام والاتصالات (IMDA) لاستكشاف التطبيقات المحتملة لشبكة الجيل الخامس غير الأرضية (5G-Non-Terrestrial Network). ويهدف هذا النهج المبتكر إلى زيادة كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال توفير اتصال موثوق في بيئات مختلفة.

مركز “كورتيإكس” (CortAIx Centre): برنامج تسريع الذكاء الاصطناعي العالمي التابع لشركة “تاليس” (Thales): تستعد شركة “تاليس”، وهي شركة فرنسية متخصصة في مجال الطيران والدفاع، لإطلاق برنامج تسريع عالمي للذكاء الاصطناعي في سنغافورة، يُعرف باسم مركز “كورتيإكس” (CortAIx Centre). وسيركز هذا المركز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي للتطبيقات البيئية الحرجة، ومعالجة التحديات الملحة مثل تغير المناخ وإدارة الموارد. سيكون مركز سنغافورة هو رابع مركز “كورتيإكس” لشركة “تاليس”، وينضم إلى المراكز الحالية في فرنسا وكندا وبريطانيا، مما يزيد من ترسيخ مكانة سنغافورة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي.

الاستثمارات في البحث والتطوير: توسيع الآفاق

تعمل سنغافورة وفرنسا أيضاً على توسيع جهودهما البحثية المشتركة في مجال الروبوتات وتكنولوجيا الكم، مما يدل على التزام مشترك بدفع حدود الاكتشاف العلمي.

التعاون البحثي في مجال الكم: سيتعاون المكتب الوطني الكمي السنغافوري (NQO) والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) في مجال البحث الكمي، مع التركيز بشكل خاص على علم الطاقة والفوتونيات. وستستفيد هذه الشراكة من خبرة المؤسستين لتعزيز التقنيات الكمومية واستكشاف تطبيقاتها المحتملة في مختلف المجالات.

المشاركة في البرنامج الوطني للروبوتات: من خلال مركزه في منشأة “كرييت” (Create) التابعة لجامعة سنغافورة الوطنية، سيشارك المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) في البرنامج الوطني للروبوتات في سنغافورة. ويهدف هذا التعاون إلى زيادة تعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي في مجال الروبوتات، وتعزيز الابتكار وتطوير حلول روبوتية متطورة.

الدعم المالي: يدعم هذا الجهد التعاوني استثمار كبير قدره 20 مليون دولار سنغافوري، مما يؤكد التزام كلا البلدين بتطوير البحث والتطوير في هذه المجالات الحيوية.

الالتزام بالتعددية والتجارة الحرة

تعتبر كل من سنغافورة وفرنسا من المؤيدين الأقوياء للتعددية، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي في عالم يزداد تعقيداً.

الإيمان بنظام تجاري مفتوح وشامل: سلطت الوزيرة “تيو” الضوء على الإيمان المشترك بنظام تجاري مفتوح وشامل، مع التأكيد على فوائد التعاون وأهمية مقاومة النزعات الحمائية.

فوائد منطقة التجارة الحرة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان): على الرغم من حالة عدم اليقين العالمية، يمكن للشركات الفرنسية العاملة في سنغافورة الاستمرار في الاستفادة من منطقة التجارة الحرة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والتي تسهل التجارة الفعالة من حيث التكلفة وتوريد السلع داخل المنطقة.

تعزيز جهود الاستدامة: مسؤولية مشتركة

تلتزمسنغافورة وفرنسا أيضاً بتعزيز جهود الاستدامة معاً، والعمل على تحقيق عمل مناخي فعال بموجب اتفاقية باريس.

شراكات لخفض البصمة الكربونية: لخفض البصمة الكربونية لوسائل النقل العام في سنغافورة، تجري شراكات مع شركة الطاقة الفرنسية “إنجي” (ENGIE) ومشغل النقل “إس بي إس ترانزيت” (SBS Transit). وتركز هذه المشروعات التعاونية على تطوير وتنفيذ حلول مستدامة لقطاع النقل.

مشاريع ملموسة لتحقيق تأثير حقيقي في العالم: أكدت الوزيرة “تيو” على أهمية المشاريع الملموسة في إظهار ضرورة القدرة على الحد من تأثيرنا والمساهمة في العالم الحقيقي. وتعتبر هذه المشاريع أمثلة ملموسة على كيف يمكن للتعاون الدولي أن يدفع التقدم نحو مستقبل أكثر استدامة.

الاحتفال بمرور 60 عاماً على العلاقات الدبلوماسية

يصادف هذا العام الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سنغافورة وفرنسا، وهو معلم بارز يؤكد القوة الدائمة وعمق العلاقات الثنائية. ويظهر التعاون المستمر في مجال التكنولوجيا والبحث والاستدامة التزاماً مشتركاً بالابتكار والتقدم ومستقبل أفضل لكلا البلدين.

تمتد الشراكات التي تشكلت بين الكيانات الفرنسية والسنغافورية عبر مجموعة متنوعة من القطاعات، من الذكاء الاصطناعي والفضاء الجوي إلى الطاقة والبحث، مما يسلط الضوء على الطبيعة المتعددة الأوجه للتعاون. ومن المقرر أن تحقق هذه المبادرات فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة لكلا البلدين، مما يدفع الابتكار ويخلق فرص عمل ويعالج التحديات العالمية الملحة.

إن موقع سنغافورة الاستراتيجي واقتصادها القوي والنظام البيئي للابتكار النابض بالحياة يجعلها شريكاً جذاباً للشركات الفرنسية التي تسعى إلى توسيع وجودها في آسيا. وبالمثل، فإن الخبرة التكنولوجية الفرنسية والقدرات البحثية والالتزام بالاستدامة تجعلها شريكاً قيماً لسنغافورة في سعيها لتصبح مركزاً رائداً للابتكار.

يعتبر التعاون بين سنغافورة وفرنسا نموذجاً للتعاون الدولي، مما يدل على كيف يمكن للبلدان العمل معاً لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الأهداف المشتركة. ومن خلال الجمع بين نقاط القوة والموارد، تمهد سنغافورة وفرنسا الطريق لمستقبل أكثر إشراقاً واستدامة. ومن المقرر أن يدفع هذا الالتزام بالتعاون المزيد من الابتكار ويعزز الشراكة بين هذين البلدين الديناميكيين.

تمثل الاتفاقيات الموقعة في منتدى التكنولوجيا الحدودي بين فرنسا وسنغافورة خطوة كبيرة إلى الأمام في العلاقات الثنائية، مما يمهد الطريق لمواصلة التعاون والابتكار في السنوات القادمة. وبينما يحتفل كلا البلدين بمرور 60 عاماً على العلاقات الدبلوماسية، فإنهما يتطلعان إلى زيادة تعزيز علاقاتهما والعمل معاً لتشكيل مستقبل أفضل للجميع. يؤكد التركيز على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية أهمية هذه التقنيات في دفع النمو الاقتصادي ومواجهة التحديات العالمية.

إن نهج سنغافورة الاستباقي في تعزيز الابتكار وجذب الاستثمار الأجنبي جعلها مركزاً رائداً لشركات التكنولوجيا في المنطقة. وتزيد الشراكة مع فرنسا من تعزيز مكانتها كشركة عالمية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية. كما يعكس الالتزام بالاستدامة والطاقة النظيفة تفاني سنغافورة في معالجة تغير المناخ وتعزيز الاقتصاد الأخضر.

إن الوجود القوي لفرنسا في سنغافورة، مع وجود العديد من الشركات الفرنسية العاملة في البلاد، يؤكد أهمية السوق السنغافورية للشركات الفرنسية. ومن المتوقع أن يؤدي تعميق التعاون في مجال التكنولوجيا والبحث إلى زيادة تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين، مما يخلق فرصاً جديدة للتجارة والاستثمار.

إن التركيز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي للتطبيقات البيئية الحرجة جدير بالذكر بشكل خاص، لأنه يعالج تحدياً عالمياً ملحاً. من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين المراقبة البيئية وإدارة الموارد، تساهم سنغافورة وفرنسا في مستقبل أكثر استدامة. ويعكس إطلاق مركز “كورتيإكس” التابع لشركة “تاليس” في سنغافورة الأهمية المتزايدة للبلاد كمركز للابتكار والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.

إن التعاون بين سنغافورة وفرنسا ليس مفيداً لكلا البلدين فحسب، بل إنه أيضاً بمثابة مثال إيجابي للدول الأخرى للاقتداء به. ومن خلال العمل معاً لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز الابتكار، يمكن للبلدان أن تخلق عالماً أكثر ازدهاراً واستدامة. ويؤكد التركيز على التعددية والتجارة الحرة أهمية التعاون الدولي في عالم مترابط على نحو متزايد.

تشكل الاتفاقيات الموقعة في منتدى التكنولوجيا الحدودي بين فرنسا وسنغافورة فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية، مما يمهد الطريق لمزيد من التعاون والابتكار في السنوات القادمة. وبينما يحتفل كلا البلدين بمرور 60 عاماً على العلاقات الدبلوماسية، فإنهما يتطلعان إلى زيادة تعزيز علاقاتهما والعمل معاً لتشكيل مستقبل أفضل للجميع. وستدفع الشراكات التطورات التكنولوجية في المجالات الرئيسية للذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والطاقة النظيفة.