قامت شركة Alphabet مؤخرًا بالكشف عن سلسلة من التحسينات الاستراتيجية التي تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي (AI) بشكل أعمق في خدماتها. تتضمن هذه المبادرة “وضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode)” جديدًا لمستخدمي Google Search في الولايات المتحدة، وتقديم خدمة قائمة على الاشتراك تقدم قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة. تعكس هذه الخطوة التزام Google بالحفاظ على قدرتها التنافسية في مواجهة التحديات التي يفرضها مبتكرو الذكاء الاصطناعي الناشئون مثل OpenAI.
كانت الإعلانات بمثابة تسليط الضوء على مؤتمر Google I/O السنوي الذي عقد في ماونتن فيو، كاليفورنيا. أكد الحدث على إحساس بالإلحاح داخل عملاق التكنولوجيا للتكيف والابتكار استجابة لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تعيد تشكيل كيفية تنظيم المعلومات والوصول إليها عبر الإنترنت.
قدرات بحث محسنة بالذكاء الاصطناعي
تعمل Google بنشاط على دمج الذكاء الاصطناعي في وظائف البحث الخاصة بها، مما يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع النظام الأساسي (platform) بطرق أكثر تطوراً. تم تصميم Google Search المحدث للتعامل مع مجموعة واسعة من الاستعلامات، بدءًا من الأسئلة البسيطة إلى المهام البحثية المعقدة. يمكن للنظام الجديد تحليل المدخلات من كاميرا الهاتف الذكي وتسهيل شراء تذاكر الأحداث، مما يدل على تنوعه وإمكانية تبسيط الأنشطة اليومية.
تمتد رؤية الشركة إلى إنشاء ذكاء اصطناعي شخصي واستباقي على حد سواء. يتضمن ذلك ميزات يمكنها إجراء مكالمات هاتفية بشكل مستقل إلى المتاجر نيابة عن المستخدمين وإنشاء اختبارات تدريب مخصصة للطلاب، مما يعرض إمكانات الذكاء الاصطناعي لأتمتة المساعدة الشخصية وتعزيزها.
أكد Sundar Pichai، الرئيس التنفيذي لشركة Google، على التزام الشركة بفعالية التكلفة في تطوير الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن Alphabet تهدف إلى تقديم نماذج مثالية بأسعار تنافسية للغاية.
يضم مساعد Google AI، Gemini، الآن أكثر من 400 مليون مستخدم نشط شهريًا، مما يسلط الضوء على اعتماده على نطاق واسع ودمجه في الإجراءات الروتينية اليومية للمستخدمين.
وضع الذكاء الاصطناعي: ثورة في البحث
التحديث الكبير هو إدخال “وضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode)” لـ Google Search في الولايات المتحدة. تحل هذه الميزة، التي تم اختبارها سابقًا كتجربة، محل نتائج البحث التقليدية على الويب بإجابات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للاستعلامات المعقدة، مما يمثل تحولًا نحو تقديم المعلومات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
يشير “وضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode)” هذا إلى خروج عن منهجيات البحث التقليدية، حيث يقدم للمستخدمين استجابات مُصنَّعة ومولدة بالذكاء الاصطناعي لأسئلة معقدة. يهدف هذا النهج إلى تقديم إجابات أكثر مباشرة وشمولية، مما قد يوفر على المستخدمين الوقت والجهد في سعيهم للحصول على المعلومات.
تقديم خطة AI Ultra
أعلنت Google أيضًا عن “خطة AI Ultra”، وهي خدمة اشتراك بسعر 249.99 دولارًا أمريكيًا شهريًا. توفر هذه الخطة للمستخدمين وصولاً متزايدًا إلى موارد الذكاء الاصطناعي ووصولاً مبكرًا حصريًا إلى الأدوات التجريبية مثل Project Mariner، وهو امتداد للمتصفح (browser) يعمل على أتمتة تفاعلات الويب، و Deep Think، وهو إصدار أكثر تقدمًا من نموذج Gemini مصمم لمهام الاستدلال المعقدة.
يتماشى تسعير خطة AI Ultra مع العروض المماثلة من مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI و Anthropic، مما يشير إلى التكاليف المرتفعة المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى قدرات الذكاء الاصطناعي، تتضمن الخطة 30 تيرابايت من التخزين السحابي وتجربة YouTube خالية من الإعلانات.
توفر Google بالفعل مجموعة من خيارات الاشتراك، بما في ذلك خدمة بقيمة 19.99 دولارًا أمريكيًا شهريًا مع ميزات ذكاء اصطناعي محدودة وخطط أرخص توفر تخزينًا سحابيًا إضافيًا. أعلنت Google مؤخرًا أنها تجاوزت 150 مليون مشترك عبر هذه الخطط المختلفة، مما يدل على الطلب المتزايد على الخدمات المحسنة.
على الرغم من التقدم في الذكاء الاصطناعي التوليدي، يعتقد Pichai أن البحث عبر الإنترنت يظل حاسمًا. ووصفه بأنه “بعيد جدًا عن لحظة المحصلة الصفرية”، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يوسع نطاق وفائدة البحث، بدلاً من استبداله.
أداء الأسهم وتفاعل السوق
في أعقاب الإعلانات، شهدت أسهم Alphabet انخفاضًا طفيفًا، حيث أغلقت منخفضة بنسبة 1.5 بالمائة عند 165.32 دولارًا أمريكيًا، مما يعكس استجابة السوق الحذرة للتحول الاستراتيجي للشركة.
نظارات Google الذكية: عودة للظهور
تعيد Google النظر في مفهوم النظارات الذكية، حيث تقدم إطارات جديدة تعمل بنظام Android XR. يمثل هذا جهدًا متجددًا في مجال أطلقت فيه شركات منافسة مثل Meta Platforms بالفعل نظارات مُحسّنة بالذكاء الاصطناعي.
خلال مؤتمر I/O، عرضت Google قدرات النظارات الجديدة من خلال سيناريو ترجمة مباشرة، حيث تحدث شخصان بلغات مختلفة بينما قدمت النظارات ترجمات في الوقت الفعلي معروضة من خلال العدسات (lenses).
أظهر Gemini AI أيضًا قدرته على توفير معلومات سياقية حول محيط مرتديها، والإجابة على الاستعلامات بينما استكشف المستخدم Shoreline Amphitheater في ماونتن فيو.
تتعاون Google أيضًا مع Samsung Electronics لتطوير سماعة رأس XR، المقرر إصدارها في وقت لاحق من هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، تم تأسيس شراكات مع مصممي النظارات Warby Parker و Gentle Monster لإنشاء سماعات رأس تعمل بنظام Android XR، مما يوسع التطبيقات المحتملة لهذه التكنولوجيا.
تحديات السوق والمنافسة
في وقت سابق من هذا الشهر، انخفض تقييم أسهم Alphabet بشكل ملحوظ بمقدار 150 مليار دولار أمريكي في يوم واحد بعد شهادة أحد مسؤولي Apple في قضية احتكار. واقترح المسؤول أن عروض الذكاء الاصطناعي أدت إلى انخفاض في عمليات البحث على متصفح (browser) Safari الخاص بشركة Apple للمرة الأولى.
لاحقًا، بدأ المحللون في إعادة النظر في هيمنة Google في سوق البحث، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن حصتها في السوق قد تنخفض من حوالي 90 بالمائة إلى أقل من 50 بالمائة في غضون خمس سنوات، مدفوعة بالتحول نحو روبوتات الدردشة (chatbots) التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
تحقيق الدخل والإعلان في عصر الذكاء الاصطناعي
على الرغم من هذه التحديات، يعتقد Robby Stein، المسؤول التنفيذي في فريق بحث Google، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق فرصًا جديدة للإعلانات ذات الصلة. وأشار إلى أن تمكين المستخدمين من معالجة أسئلة أكثر تعقيدًا من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى “فرص جديدة لإنشاء إعلانات فائقة الصلة ومفيدة”.
لا يزال الإعلان هو المصدر الرئيسي لإيرادات Google. بالنظر إلى هذا العنصر الأساسي في نموذج أعمال Google، فإن أي تغييرات في البحث (Search) بسبب إدخال الذكاء الاصطناعي ستحتاج إلى أخذ الإعلان في الاعتبار.
الاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
يتم تخصيص جزء كبير من النفقات الرأسمالية لشركة Alphabet، والتي تقدر بنحو 75 مليار دولار أمريكي هذا العام، للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مما يمثل زيادة كبيرة عن 52.5 مليار دولار أمريكي تم إنفاقها في عام 2024.
وكيل الذكاء الاصطناعي العالمي والمشروع أسترا
تضمنت الإعلانات في مؤتمر I/O تحديثات حول تقدم Google في تطوير “وكيل ذكاء اصطناعي عالمي”، قادر على أداء المهام بشكل مستقل دون الحاجة إلى مطالبات إضافية.
أظهرت Google قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها من خلال Project Astra، موضحًا كيف يمكن للذكاء الاصطناعي الخاص بها تفسير الدعوات المكتوبة وإضافة الأحداث تلقائيًا إلى تقويم المستخدم.
Veo 3: تطوير توليد المحتوى الإبداعي
قدمت Google أيضًا Veo 3، وهو نموذج ذكاء اصطناعي جديد قادر على إنشاء محتوى فيديو وصوت واقعي، يهدف إلى تمكين منشئي المحتوى. يمثل هذا النموذج استثمار Google المستمر في دفع حدود الأدوات الإبداعية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
يكشف النقاب عن تحديثات Google عن استراتيجيتها الأوسع لترسيخ نفسها بقوة كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. يهدف دمجها للذكاء الاصطناعي في مجموعتها من المنتجات إلى تحسين تجربة المستخدم، وتعزيز قدرات البحث، وفتح إمكانيات جديدة للإعلان وإنشاء المحتوى.
تعد شركة Google واحدة من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) في العالم، ولديها العديد من المنتجات والخدمات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي. تشمل بعض منتجات وخدمات Google التي تستخدم الذكاء الاصطناعي ما يلي:
- بحث Google: يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين نتائج البحث وتوفير تجربة بحث أفضل للمستخدمين.
- مساعد Google: مساعد افتراضي (Virtual assistant) يمكنه الإجابة على الأسئلة وتشغيل الموسيقى والتحكم في الأجهزة المنزلية الذكية وغير ذلك الكثير.
- ترجمة Google: خدمة ترجمة لغات يمكنها ترجمة النصوص والمواقع الإلكترونية والمستندات بين أكثر من 100 لغة.
- صور Google: خدمة تخزين صور سحابية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنظيم الصور وتحديد الوجوه والأشياء.
- Gmail: خدمة بريد إلكتروني تستخدم الذكاء الاصطناعي لتصفية الرسائل غير المرغوب فيها وترتيب الرسائل المهمة.
- خرائط Google: خدمة خرائط تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير معلومات حركة المرور وتحديد أفضل الطرق وتوفير صور ثلاثية الأبعاد للمدن.
- YouTube: موقع لمشاركة الفيديو يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوصية مقاطع الفيديو وتصفية المحتوى غير المرغوب فيه.
- Google Cloud AI: مجموعة من خدمات الذكاء الاصطناعي التي يمكن للشركات استخدامها لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
- TensorFlow: مكتبة برمجيات مفتوحة المصدر لتعلم الآلة.
- TPU: شريحة مصممة خصيصًا لتسريع أداء نماذج الذكاء الاصطناعي.
تستثمر Google بكثافة في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسعى باستمرار إلى تطوير منتجات وخدمات جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة الناس.
تتضمن بعض التحديات التي تواجهها Google في مجال الذكاء الاصطناعي ما يلي:
- الأخلاقيات: التأكد من أن الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه بطريقة أخلاقية ومسؤولة.
- الخصوصية: حماية خصوصية المستخدمين عند استخدام الذكاء الاصطناعي.
- التحيز: منع نماذج الذكاء الاصطناعي من أن تكون متحيزة.
- الأمن: حماية نماذج الذكاء الاصطناعي من الهجمات الإلكترونية.
- التنظيم: التعامل مع القضايا التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
على الرغم من هذه التحديات، تظل Google ملتزمة بتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومفيدة للجميع.
تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل:
- أتمتة المهام: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام المتكررة والروتينية، مما قد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف.
- إنشاء وظائف جديدة: يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا إنشاء وظائف جديدة في مجالات مثل تطوير الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات والتحليل.
- تغيير طبيعة الوظائف: قد تتطلب العديد من الوظائف مهارات جديدة للعمل مع الذكاء الاصطناعي، مثل مهارات البرمجة والتحليل والتفكير النقدي.
- زيادة الإنتاجية: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيد من إنتاجية العمال من خلال مساعدتهم على إنجاز المهام بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
- تحسين ظروف العمل: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن ظروف العمل من خلال أتمتة المهام الخطرة أو المملة.
بشكل عام، من المرجح أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على سوق العمل، وسيؤدي إلى تغييرات في أنواع الوظائف المتاحة والمهارات المطلوبة. من المهم أن يستعد العمال لهذه التغييرات من خلال تطوير مهاراتهم وتعلم كيفية العمل مع الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي في التعليم:
- التعلم المخصص: يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص تجربة التعلم لكل طالب على حدة، وتوفير محتوى تعليمي يناسب احتياجاته وقدراته.
- التقييم الآلي: يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم أداء الطلاب تلقائيًا، وتقديم ملاحظات فورية لهم حول نقاط قوتهم وضعفهم.
- المساعدون الافتراضيون: يمكن للمساعدين الافتراضيين الذين يعملون بالذكاء الاصطناعي الإجابة على أسئلة الطلاب وتقديم الدعم لهم في أي وقت من اليوم.
- أدوات التعلم التكيفية: يمكن لأدوات التعلم التكيفية تكييف مستوى الصعوبة للمحتوى التعليمي بناءً على أداء الطالب.
- تحليل البيانات التعليمية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات التعليمية لتحديد الاتجاهات والمشاكل المحتملة، وتقديم توصيات لتحسين أداء الطلاب.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا كبيرًا في تحسين التعليم وتوفير تجربة تعلم أكثر فعالية وملاءمة للطلاب.
الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية:
- التشخيص: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تشخيص الأمراض بدقة أكبر وسرعة أكبر.
- العلاج: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تطوير علاجات جديدة للأمراض وتخصيص العلاج لكل مريض على حدة.
- الرعاية الوقائية: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض وتقديم توصيات للرعاية الوقائية.
- إدارة المستشفيات: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في إدارة المستشفيات بكفاءة أكبر، مثل تحسين تخصيص الموارد وتقليل أوقات الانتظار.
- الأدوية: تحسين اكتشاف وتصميم الأدوية.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث ثورة في مجال الرعاية الصحية وتحسين صحة ورفاهية الناس.
الذكاء الاصطناعي في مجال النقل:
- السيارات ذاتية القيادة: يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين السيارات من القيادة ذاتيًا، مما قد يؤدي إلى تقليل الحوادث وتحسين كفاءة النقل.
- إدارة حركة المرور: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين إدارة حركة المرور وتقليل الازدحام.
- تخطيط النقل: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تخطيط النقل بشكل أفضل، مثل تحديد أفضل الطرق ومواقع محطات النقل العام.
- صيانة المركبات: تحسين صيانة المركبات وتوقع الأعطال.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن بشكل كبير مجال النقل وجعله أكثر أمانًا وكفاءة وملاءمة.
الخلاصة:
الذكاء الاصطناعي هو تقنية قوية لديها القدرة على تحويل حياتنا بشكل كبير. لدى Google دور ريادي في تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في مجموعة واسعة من المجالات. على الرغم من التحديات المحتملة، فإن فوائد الذكاء الاصطناعي كبيرة، ومن المهم أن نواصل تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومفيدة للجميع.
يشكل تطوير الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة حقيقية في عالمنا، حيث يمتد تأثيره ليشمل مختلف جوانب الحياة اليومية والمهنية. في هذا السياق، تبرز شركة Google كواحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال، حيث تستثمر بكثافة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في منتجاتها وخدماتها المتنوعة.
تتجسد رؤية Google في جعل الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع، وذلك من خلال توفير أدوات ومنصات سهلة الاستخدام تمكن المطورين والشركات من بناء نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بهم وتطبيقها في مجالات أعمالهم. كما تعمل Google على دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الحالية، مثل محرك البحث وGmail وخرائط Google، وذلك بهدف تحسين تجربة المستخدم وتوفير خدمات أكثر ذكاءً وكفاءة.
ومع ذلك، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي لا يخلو منالتحديات، حيث تثار العديد من المخاوف بشأن الأخلاقيات والتحيز والخصوصية والأمن. تدرك Google هذه المخاوف وتعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية، وذلك من خلال وضع مبادئ توجيهية تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة عادلة وشفافة ومفيدة للمجتمع.
تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل يعتبر موضوعًا بالغ الأهمية، حيث يخشى البعض من أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الوظائف. في الواقع، من المرجح أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيير طبيعة الوظائف، حيث سيتم أتمتة بعض المهام المتكررة والروتينية، بينما ستظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات جديدة. من المهم أن يستعد العمال لهذه التغييرات من خلال تطوير مهاراتهم وتعلم كيفية العمل مع الذكاء الاصطناعي.
للذكاء الاصطناعي دور كبير في تحسين التعليم، حيث يمكن استخدامه لتقديم تجارب تعليمية مخصصة للطلاب، وتقييم أداء الطلاب تلقائيًا، وتقديم الدعم لهم في أي وقت من اليوم. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المعلمين في تحليل البيانات التعليمية وتحديد المشاكل المحتملة وتقديم توصيات لتحسين أداء الطلاب.
في مجال الرعاية الصحية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تشخيص الأمراض بدقة أكبر وسرعة أكبر، وتطوير علاجات جديدة للأمراض وتخصيص العلاج لكل مريض على حدة. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في إدارة المستشفيات بكفاءة أكبر وتحسين صحة ورفاهية الناس.
في مجال النقل، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمكّن السيارات من القيادة ذاتيًا، مما قد يؤدي إلى تقليل الحوادث وتحسين كفاءة النقل. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في إدارة حركة المرور وتقليل الازدحام وتخطيط النقل بشكل أفضل.
بشكل عام، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة هائلة لتحسين حياتنا ومجتمعنا. من المهم أن نواصل تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية، وذلك لضمان أن يستفيد منه الجميع.
تعتبر Google في طليعة الشركات التي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تستثمر بكثافة في هذا المجال وتسعى إلى تطبيقه في مجموعة واسعة من المجالات. من المتوقع أن يستمر الذكاء الاصطناعي في لعب دور متزايد الأهمية في حياتنا في المستقبل، ومن المهم