تطبيق 'Quark' يتحول لمساعد فائق

تحول ‘Quark’: مدعوم بـ ‘Qwen’

أعادت ‘علي بابا’ صياغة تطبيق ‘Quark’ ليصبح مدعومًا بسلسلة نماذج الاستدلال ‘Qwen’ الخاصة بها. يمنح هذا النموذج المتطور ‘Quark’ مجموعة من القدرات المتقدمة. وتشمل هذه القدرات وظيفة chatbot، والأهم من ذلك، الميزات التي تتيح التفكير العميق وتنفيذ المهام بكفاءة. تسوق ‘علي بابا’ هذه الأداة المحسنة باعتبارها ‘مساعدًا شاملاً فائقًا للذكاء الاصطناعي’، قادرًا على معالجة مجموعة متنوعة من المهام، بدءًا من البحث الأكاديمي المعقد وحتى التشخيصات الطبية المعقدة.

تمثل هذه الخطوة لحظة محورية لشركة ‘علي بابا’. إنها المرة الأولى التي تستغل فيها الشركة نماذجها الأساسية الداخلية بالكامل للتطبيق المباشر في الأعمال التجارية التي تواجه المستهلك. تتزامن هذه الخطوة الاستراتيجية مع المنافسة المتصاعدة في قطاع وكلاء الذكاء الاصطناعي في الصين، حيث تتنافس شركات التكنولوجيا الكبرى لتنمية قواعد مستخدميها المخصصة.

فهم وكلاء الذكاء الاصطناعي: مديرو المهام المستقلون

يمثل وكلاء الذكاء الاصطناعي قفزة كبيرة في قدرات البرامج. إنها في الأساس برامج مصممة لتنفيذ المهام بشكل مستقل نيابة عن مستخدم أو حتى نظام آخر. ما يميزهم هو قدرتهم على إنشاء خطة مفصلة، وتقسيم الهدف إلى مهام محددة ومهام فرعية. ثم يستخدمون الموارد المتاحة لإكمال هذه المهام بشكل منهجي، وتحقيق الهدف المنشود في النهاية.

‘Manus’: لمحة عن مستقبل وكلاء الذكاء الاصطناعي

تم عرض إمكانات وكلاء الذكاء الاصطناعي مؤخرًا بواسطة ‘Manus’، وهو وكيل ذكاء اصطناعي طورته شركة ‘Butterfly Effect’، وهي شركة مدعومة من ‘Tencent Holdings’. في الأسبوع الماضي، حظي ‘Manus’ باهتمام كبير محليًا ودوليًا خلال معاينته عبر الإنترنت. كشف العرض التوضيحي عن قدرته على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام العملية، بما في ذلك إنشاء موقع ويب مخصص. قدمت هذه المعاينة لمحة مقنعة عن الإمكانيات المستقبلية لتكنولوجيا وكلاء الذكاء الاصطناعي.

رؤية ‘Quark’: بوابة لاستكشاف الذكاء الاصطناعي

تتصور ‘علي بابا’ أن ‘Quark’ المُجدَّد هو أكثر من مجرد أداة؛ إنها بوابة إلى عالم من ‘الإمكانيات اللامحدودة’. تؤكد الشركة أن المستخدمين سيكونون قادرين على ‘استكشاف كل شيء باستخدام الذكاء الاصطناعي’ مع استمرار توسع وتحسين قدرات نموذج ‘علي بابا’ الأساسي. تعكس هذه الرؤية التزام ‘علي بابا’ بتجاوز حدود ما يمكن تحقيقه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
سلط وو جيا، الرئيس التنفيذي لـ ‘Quark’ ونائب الرئيس في ‘علي بابا’، الضوء على ذلك.

قدرات بحث محسنة: رؤى أعمق

من السمات الرئيسية لـ ‘Quark’ الجديد وظيفة البحث المحسنة. يمكن للمستخدمين الآن طرح استعلامات معقدة والمشاركة في أسئلة المتابعة للحصول على معلومات أعمق وأكثر شمولاً حول موضوع معين. يتم هذا التفاعل مباشرة داخل محرك البحث، مما يبسط عملية اكتساب المعرفة.

إرث ‘Quark’: من متصفح ويب إلى مساعد ذكاء اصطناعي

بدأت رحلة ‘Quark’ في عام 2016، حيث تم إطلاقه في البداية كمتصفح ويب طورته ‘علي بابا’. على مدار السنوات التسع الماضية، قامت ببناء قاعدة مستخدمين كبيرة في الصين، حيث جمعت أكثر من 200 مليون مستخدم، وفقًا لبيانات الشركة. يسلط هذا التطور من متصفح ويب إلى مساعد فائق يعمل بالذكاء الاصطناعي الضوء على قدرة ‘علي بابا’ على التكيف والتزامها بالابتكار.

استراتيجية الذكاء الاصطناعي الأوسع لـ ‘علي بابا’: نهج ثلاثي المحاور

لا يعد تحول ‘Quark’ حدثًا معزولًا؛ إنه عنصر أساسي في استراتيجية الذكاء الاصطناعي الأوسع لشركة ‘علي بابا’. أعلنت الشركة علنًا عن عزمها التركيز على ثلاثة مجالات أساسية في السنوات القادمة. تم الكشف عن هذا الاتجاه الاستراتيجي الشهر الماضي من قبل الرئيس التنفيذي للمجموعة إيدي وو يونغ مينغ.

الاستثمار في المستقبل: الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والمزيد

خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين في فبراير، أوضح وو خطط الشركة. وذكر أن ‘علي بابا’ ستزيد استثماراتها بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. سيشمل هذا الاستثمار النماذج الأساسية والتطبيقات الأصلية للذكاء الاصطناعي ودمج تقنية الذكاء الاصطناعي في أعمالها الحالية لتحويلها. يعد تجديد ‘Quark’ مظهرًا مباشرًا لمجال التركيز الثالث هذا.

إعادة الهيكلة التنظيمية: المواءمة من أجل النجاح

لدعم تطوير ونشر ‘Quark’ المُجدَّد، نفذت ‘علي بابا’ تعديلات تنظيمية ذات صلة على مدار الأشهر القليلة الماضية. تعكس هذه التغييرات التزام الشركة بتحسين هيكلها الداخلي لتعظيم تأثير مبادراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

التركيز على المستهلك: فصل الفرق

تضمن أحد التعديلات البارزة فصل الفريق المسؤول عن تطوير التطبيقات المستندة إلى ‘Qwen’ عن الفريق الذي يطور سلسلة نماذج ‘Qwen’ نفسها. هذه الخطوة الاستراتيجية، التي ذكرتها وسيلة الإعلام التكنولوجية الصينية ‘36Kr’ في ديسمبر، كانت مدفوعة بالرغبة في خدمة السوق التي تواجه المستهلك بشكل أفضل.

تبسيط العمليات: منصة المعلومات الذكية

تم نقل الفريق المنفصل، المخصص الآن للتطبيقات المستندة إلى ‘Qwen’، إلى وحدة منصة المعلومات الذكية بالشركة. تشرف هذه الوحدة بشكل أساسي على المنتجات الموجهة للمستهلكين، بما في ذلك ‘Quark’. تؤكد إعادة الهيكلة هذه التزام ‘علي بابا’ بمواءمة مواردها الداخلية لتقديم حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة لمستخدميها بشكل فعال.
تم نقل الفريق المنفصل، المخصص الآن للتطبيقات المستندة إلى ‘Qwen’، إلىوحدة منصة المعلومات الذكية بالشركة. تشرف هذه الوحدة بشكل أساسي على المنتجات الموجهة للمستهلكين، بما في ذلك ‘Quark’، وفقًا للتقرير. تؤكد إعادة الهيكلة هذه التزام ‘علي بابا’ بمواءمة مواردها الداخلية لتقديم حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة لمستخدميها بشكل فعال.

التوسع في المفاهيم الأساسية

لمزيد من التفصيل حول أهمية خطوة ‘علي بابا’، دعنا نتعمق في بعض المفاهيم الأساسية:

1. أهمية وكلاء الذكاء الاصطناعي:

وكلاء الذكاء الاصطناعي ليسوا مجرد روبوتات محادثة متطورة. إنهم يمثلون نقلة نوعية في كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا. قدرتهم على تخطيط وتنفيذ المهام بشكل مستقل لها آثار عميقة على مختلف الصناعات. تخيل:

  • التعليم المخصص: يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي تكييف مسارات التعلم للطلاب الفرديين، والتكيف مع وتيرتهم وأسلوبهم.
  • خدمة العملاء الآلية: يمكن للوكلاء التعامل مع استفسارات العملاء المعقدة، وحل المشكلات بكفاءة وتحرير الوكلاء البشريين للمهام الأكثر تطلبًا.
  • البحث العلمي: يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي تسريع البحث عن طريق أتمتة تحليل البيانات، وتوليد الفرضيات، وحتى تصميم التجارب.
  • المساعدة في الرعاية الصحية: تقديم المساعدة في تسهيل التشخيص وخيارات العلاج وحتى مواعيد المتابعة.

2. الميزة التنافسية لـ ‘علي بابا’: نموذج ‘Qwen’:

يعد نموذج الاستدلال من سلسلة ‘Qwen’ تقنية مملوكة لشركة ‘علي بابا’، مما يمنحها ميزة كبيرة في سباق الذكاء الاصطناعي. يسمح هذا التطوير الداخلي لـ ‘علي بابا’ بما يلي:

  • التخصيص والتحسين: تكييف النموذج خصيصًا لاحتياجاته ومتطلبات منتجاته، مثل ‘Quark’.
  • التحكم والأمان: الحفاظ على السيطرة الكاملة على تطوير النموذج ونشره، وضمان أمن البيانات والخصوصية.
  • الابتكار والتمايز: دفع الابتكار وتمييز عروضها عن المنافسين الذين قد يعتمدون على النماذج المتاحة للجمهور.

3. أهمية التطبيقات التي تواجه المستهلك:

من خلال دمج نموذجها التأسيسي في منتج يواجه المستهلك مثل ‘Quark’، تقوم ‘علي بابا’ بما يلي:

  • جمع بيانات المستخدم: جمع بيانات قيمة حول تفاعلات المستخدم، والتي يمكن استخدامها لتحسين نموذج ‘Qwen’ وتحسين أدائه.
  • بناء ولاء للعلامة التجارية: إنشاء مساعد ذكاء اصطناعي سهل الاستخدام وقوي يمكنه جذب المستخدمين والاحتفاظ بهم، مما يعزز الولاء للعلامة التجارية.
  • إظهار القيمة العملية: عرض الفوائد الواقعية لتقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لجمهور عريض، وتعزيز سمعتها وجذب المزيد من الاستثمار.

4. الآثار الأوسع على المشهد التكنولوجي في الصين:

تعتبر خطوة ‘علي بابا’ مؤشراً على اتجاه أكبر في صناعة التكنولوجيا في الصين. يتصاعد السباق من أجل الهيمنة على الذكاء الاصطناعي، حيث تستثمر شركات مثل ‘Baidu’ و ‘Tencent’ وغيرها أيضًا بكثافة في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي. من المرجح أن تؤدي هذه المنافسة إلى:

  • تسريع الابتكار: دفع التطورات السريعة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى اختراقات وتطبيقات جديدة.
  • تعزيز النمو الاقتصادي: تعزيز النمو الاقتصادي من خلال خلق صناعات ووظائف وفرص جديدة.
  • تشكيل معايير الذكاء الاصطناعي العالمية: التأثير على تطوير معايير ولوائح الذكاء الاصطناعي العالمية.

5. مستقبل ‘Quark’ وطموحات ‘علي بابا’ في مجال الذكاء الاصطناعي:

‘Quark’ المُجدَّد هو مجرد البداية. من المحتمل أن تتضمن رؤية ‘علي بابا’ طويلة المدى ما يلي:

  • توسيع قدرات ‘Quark’: إضافة ميزات ووظائف جديدة باستمرار إلى ‘Quark’، مما يجعله أداة لا غنى عنها للمستخدمين.
  • دمج الذكاء الاصطناعي عبر نظامها البيئي: تضمين الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب أعمالها، من التجارة الإلكترونية إلى الخدمات اللوجستية إلى الحوسبة السحابية.
  • أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي: وضع نفسها كلاعب رئيسي في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، والتنافس مع أمثال ‘Google’ و ‘Microsoft’ و ‘Amazon’.
  • مزيد من التطوير لنموذج ‘Qwen’: تعزيز النموذج لتقديم مساعدة أكثر بديهية.

في جوهر الأمر، يعد تحول ‘علي بابا’ لـ ‘Quark’ خطوة استراتيجية ذات آثار بعيدة المدى. إنه يسلط الضوء على التزام الشركة بالذكاء الاصطناعي، وقوتها التنافسية، وطموحها لتشكيل مستقبل التكنولوجيا. يعد تطور ‘Quark’ من متصفح ويب بسيط إلى مساعد فائق يعمل بالذكاء الاصطناعي شهادة على القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي وإمكاناته لإعادة تشكيل عالمنا.